أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب
النفسي بجامعة الأزهر الشريف، أن هناك نزعة طبيعية في النفس البشرية للتطرف، وأن
التطرف يحمل نوعًا من "السحر" يجعله أكثر لفتًا للانتباه من الأفكار
المتوازنة.
وأوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر
الشريف- خلال تصريحات صحفية، إلى أن الشخص المتوازن لا يلفت النظر في الغالب، أما
الأفكار المتطرفة- سواء كانت فكرية، سياسية، اجتماعية أو دينية- فتثير اهتمامًا
أكبر لدى الآخرين.
وأشار المهدي إلى أن التطرف الديني
يتميز بخصوصية، إذ يكتسب طابعًا مقدسًا في عيون الناس، ما يجعله أكثر خداعًا،
بينما التطرف السياسي أكثر وضوحًا ورفضًا من المجتمع.
كما لفت إلى أن التطرف- بغض النظر عن
نوعه- يتجسد في الغلو والإسراف والابتعاد عن الاعتدال، موضحًا أن هناك ثلاثة أنواع
من التطرف من الناحية النفسية:
التطرف الفكري:
يتمثل في انغلاق العقل على أفكار معينة،
يجعل من الصعب مناقشتها أو تعديلها.
التطرف الوجداني:
يتضح في وجود مشاعر قوية تجاه قضايا
معينة دون وجود معرفة كافية أو عقلانية تساند هذه المشاعر.
التطرف السلوكي:
يظهر في سلوكيات تتجاوز المتطلبات
الشرعية، وأحيانًا يفرض الشخص سلوكياته على الآخرين، وهذا النوع قد يتحول إلى تطرف
عنيف، مما يمثل تهديدًا حقيقيًا، مشيرا إلى أهمية التعامل مع هذه الأنواع من
التطرف بحذر، وضرورة الحوار والنقاش لتجنب تحول التطرف الفكري والوجداني إلى سلوك
عنيف.